31 تموز/ يوليو 2024
في ظلّ الإبادة المستمرّة التي يتعرّض لها أطفال قطاع غزّة، وفي ضوء الحروب المتكرّرة وأزماتها المستدامة التي تواجه أطفال فلسطين، نظّمت «الشبكة الفلسطينيّة للطفولة المبكّرة» و«الشبكة العربية للطفولة المبكّرة»، بالتعاون مع «المجلس الوطني لشؤون الأسرة في الأردن» وبتنفيذٍ من «مؤسسة جذور للصحّة والتنمية الاجتماعيّة»، مؤتمرَ «الصمود رغم الإبادة: أطفال فلسطين في ظلّ الأزمات والحروب»، وذلك في العاصمة الأردنيّة عمّان يومَي 30 و31 تموز/ يوليو 2024.
شارك في المؤتمر خبراء/ات من المنظّمين/ات وأعضاء/ات ممثّلين/ات عن «اللّجنة الوطنية للطفولة المبكّرة في فلسطين»، بما في ذلك وزارتا الصحة والتنمية الاجتماعية، ومنظمات «الأونروا» و«اليونيسيف» و«الصحة العالمية»، وكذلك مشاركون/ات من مختلف مؤسسات القطاع غير الحكومي المحلّي والدولي من فلسطين والأردن ولبنان وسوريا والسودان والمغرب وتونس وعُمان واليمن وتركيا وهولندا وأيرلندا والولايات المتحدة الأميركيّة.
هدف المؤتمر إلى:
تسليط الضوء على الوضع الحاليّ للأطفال الصغار في فلسطين والأزمات المتكرّرة التي يتعرّضون لها، وما تتطلّبه هذه الأزمات من استجابات فوريّة ومستدامة تعزّز من قدرتهم على الصمود وتضمن حقوقهم في الصحّة والتعليم والحماية.
تسليط الضوء على التدخّلات الحاليّة من قِبل المنظّمات الفلسطينيّة المعنيّة برعاية الطفولة المبكّرة واحتياجات التعليم في غزّة والضفّة الغربيّة المحتلّة، وسُبل تعزيز حماية الأطفال في مناطق النزاع.
تضمين الدروس المستفادة ونقل الممارسات الفعّالة من الأزمات المماثلة على الصعيد العالميّ، مع التركيز على قطاع غزّة.
حشد التضامن والمناصرة للأطفال من خلال تشجيع المنظّمات على توجيه برامجها الإنسانيّة لمعالجة الوضع الطارئ في غزّة، وتعزيز التضامن الإقليمي والدولي وتنسيق الجهود وتعبئة الموارد.
إشراك الشركاء والمانحين الدوليّين، مع تأكيد أهمية دعمهم في استكمال مبادرات المنظّمات المحليّة في غزّة.
انطلاقًا من الأهداف السابقة، تناول المشاركون/ المشاركات عبر جلساتٍ متخصّصة عددًا من القضايا أبرزها:
التحدّيات الجسيمة التي تواجه أطفال فلسطين في ظلّ الإبادة المستمرّة والواقع اليوميّ الذي يعيشه الأطفال وأهلهم، بما في ذلك حرمانهم من أبسط حقوقهم في حياة كريمة. وقد شملت التحديات دمار نظامهم التعليمي ونظم رعايتهم الصحيّة، وصدماتهم النفسيّة المستمرّة، وتدهور أمنهم الغذائي وصولاً إلى المجاعة، وعدم استقرارهم ونزوحهم الدائم، وانتهاك حقوقهم، ودمار بيئتهم، الأمر الذي ينزع ميزات الطفولة عنهم لتسهيل سَجنهم وتعنيفهم ومن ثمّ قتلهم.
التحدّيات التي تواجهها مؤسسات المجتمع المدني في تقديم الدعم للأطفال والأهل ومقدّمي الرعاية المباشرة لهم، وأهمية التعاون والتنسيق بين المؤسسات المحليّة والدوليّة لتحقيق تأثير أكبر ومستدام.
وقد أكّد المشاركون/ات أهمّية العمل على الآتي:
انطلاقًا من الأوضاع الأليمة التي يعيشها الأطفال الصغار في فلسطين، وغزّة تحديدًا، ومقدّمو الرعاية لهم، وبالاستناد إلى نقاشاتٍ دامت يومين، خرج المشاركون/ات بتوصياتٍ تدعو إلى:
تعزيز التعاون بين المؤسسات الفلسطينيّة والدوليّة لضمان تقديم الدعم المتكامل للأطفال الفلسطينيّين في المجالات جميعها، مع التركيز على توحيد الجهود وتبادل المعلومات لضمان استجابة فعّالة ومنسّقة وتطبيق أفضل الممارسات في مجالات الصحة والتعليم والحماية.
اعتماد أفضل الممارسات التي استُعرضَت خلال الجلسات وتطبيقها، خاصةً تلك المتعلّقة بالرعاية الصحيّة الأوّليّة، والدعم النفسي والاجتماعي، والتعليم في حالات الطوارئ.
تعزيز برامج الحماية للأطفال الأكثر ضعفًا، بما في ذلك الأطفال الفاقدون لذويهم وعائلاتهم.
تكثيف الجهود لتقديم الدعم الفوري والمستدام للأطفال في قطاع غزّة والذين يعيشون ظروفًا قاسية، مع التركيز على البرامج التي توفّر الدعم النفسي والاجتماعي وتخفّف آثار الصدمات النفسيّة الناتجة عن العنف المستمرّ.
دعم المبادرات المجتمعيّة والبرامج التنمويّة التي تركّز على تنمية الطفولة المبكّرة، وضمان توفير التعليم والرعاية الصحيّة في الظروف جميعها، بهدف بناء جيل قويّ قادر على مواجهة التحديات والمساهمة في تنمية مجتمعه.
ممارسة ضغوط أكبر على المجتمع الدولي للوفاء بالتزاماته تجاه حقوق الأطفال الفلسطينيّين، وضمان تقديم المساعدات الإنسانية بشكل فعّال ومستدام، مع التركيز على ضرورة حماية الأطفال من آثار العنف والصراع، وتعزيز آليات المساءلة الدولية ضد الانتهاكات التي يتعرّضون لها.
وبين توصياتٍ عامّة وفوريّة ومتوسّطة المدى، وأخرى طويلة المدى، يدعو المشاركون/ات إلى:
أولاً: التوصيات العامّة والفوريّة والمتوسّطة المدى
ثانياً: التوصيات على المدى الطويل/ لفترة ما بعد انتهاء الحرب
من اجتماعنا هنا تحت عنوان الصمود، لا يسعنا سوى تقديم تحيّة إجلال أمام صمود أطفال غزّة وأهلها الذين يبادون، بشتّى الوسائل، على مرأى العالم ومسمعه. لكنّهم يُثبتون للعالم أيضًا أنّ الإرادة الصلبة لتحرير الأوطان لا تُكسر. الاهتمامُ بالطفولة أمانتنا ومسؤوليّتنا. ويدًا بيد، نستطيع تذليل ما تيسّر من عقبات، وتذكير العالم أنّ الطفولة لا تقاس بازدواجيّة معايير، وأنّ أطفال وطفلات غزّة والضفّة وكلّ القابعين والقابعات تحت آلة القتل لم يعدْ بإمكانهم/ نّ الانتظار.