أصدرت «الشبكة الفلسطينية للطفولة المبكّرة» تقريرَ استجابتها في قطاع غزّة والضفّة الغربية، مسلّطةً الضوء على أنشطة بعض أعضائها وعملهم هناك منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 و آذار/ مارس 2024. تأتي الاستجابة في ضوء الإبادة الجماعيّة المستمرّة في قطاع غزّة والأعمال العدائيّة المتنامية والاحتلال في الضفة الغربية، حيث هناك ضرورة لمنح مبادرات تنمية الطفولة المبكّرة وتكييفها الأولويّة، مع الأخذ في الاعتبار الوضع والتحدّيات الآخذة في التطوّر.
يأتي عمل «الشبكة الفلسطينية» مع الوعي الكامل للتحديات السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة المعقّدة في غزّة التي واجهت صراعًا مستمرًّا وطويلاً، ما خلّف أثرًا مهولاً على الأطفال الذين يتحمّلون عبئًا ثقيلاً مع تعرّضهم للصدمة والعنف والضيق النفسي منذ سنٍّ مبكّرة. ويُفاقمُ أثر تلك التحديات ضعفُ حصول الأطفال على الخدمات الأساسية، ناهيك عن التحديات التي تواجهها تنمية الطفولة المبكّرة بفعل ارتفاع معدّلات الفقر وانعدام الأمن الغذائي والفرص المحدودة للأنشطة الترفيهية واللعب.
انبثقت «الشبكة الفلسطينية» عن «الشبكة العربية للطفولة المبكّرة» التي تعمل مع شبكاتٍ وطنيّة عربيّة أنشأتها أو ساهمت في إنشائها. التعاون مستمرّ بين الشبكتين. و«الشبكة العربيّة» تدعم أعضاء «الشبكة الفلسطينية» بمختلف الأشكال منها مشاركة قصصهم وأنشطتهم ونجاحاتهم عبر منصّاتها المختلفة، كما تعمل «الشبكة العربيّة» على دعم «الشبكة الفلسطينية» للقيام بأنشطتها في مجال تنمية الطفولة المبكّرة.
إنّ «الشبكة الفلسطينية» تعمل باستمرار على دعم تنمية الطفولة المبكّرة في فلسطين ومناصرتها عبر تنفيذ المبادرات وتشجيع الشراكة وتبادل المعلومات. وبالتعاون مع «الشبكة العربيّة»، تلتزم «الشبكة الفلسطينية» بدعم حقوق الأطفال وسعادتهم ورفاههم في المجتمعات العربية. ومن أهدافها الأساسيّة رفع قضايا الطفولة المبكّرة على الأجندة الوطنيّة والدعوة إلى برامج وطنيّة لتنمية هذه المرحلة من الطفولة تتماشى مع أهداف التنمية العالميّة والنظريات المتقدّمة والخطّة الاستراتيجية لتنمية تلك المرحلة. كما تتناول الشبكة بشكلٍ فريد تنمية الطفولة المبكّرة في فلسطين من خلال اعتماد نهج يدمج استراتيجيّاتٍ شاملةً ومتعدّدة الأبعاد والقطاعات. يأتي ذلك في ظلّ مواجهة الأطفال الفلسطينيّين، الذين وُلدوا تحت الاحتلال الإسرائيلي والعنف والتهجير، تحدّياتٍ تؤثّر على صحّتهم الجسديّة والعاطفيّة.
تتكوّن «الشبكة الفلسطينية» من أعضاء عدّة منهم مؤسسة «جذور للإنماء الصحّي والاجتماعي»، و«جمعية المَصادر للطفولة المبكّرة في فلسطين»، و«مركز الطفولة- مركز نسائي تربوي متعدد الاستخدامات»، و«معهد الطفولة الفلسطيني» وغيرهم.
الاستجابة
منذ بدء الحرب الإسرائيلية الحاليّة على قطاع غزة وحتى الوقت الحاضر، ساهم أعضاء «الشبكة الفلسطينية» في أنشطة مختلفة بصفتها جزءًا من الاستجابة المشتركة لحالات الطوارئ. من هذه الأنشطة تقديم الدعم النفسي والاجتماعي وإدارة الضغط النفسي والأنشطة الترفيهية للأطفال، وسرد القصص، بالإضافة إلى تقديم التعليم لمعلّمي/ات رياض الأطفال والأهل ومدراء/ات المدارس وغيرها من مبادرات التدخّل.
أوّلاً: تفعيل موقع إلكتروني وصفحة فايسبوك للمناصرة
اتّفق أعضاء الشبكة على استخدام منصّات إعلامية متعدّدة لنشر الرسائل والوصول إلى تغطية واسعة، وذلك بهدف تحقيق تغيير إيجابي في السلوكيّات الأسريّة والمجتمعيّة بحيث يتمّ نشر الرسالة الموحّدة عبر قنوات متعدّدة.
بناءً عليه، تمّ تطوير مجموعة من المحطّات والقنوات منها:
– القنوات التلفزيونية (المقابلات)
– وسائل التواصل الاجتماعي (صفحة فايسبوك)
– إنتاج وسائل تعليمية مبتكرة ومركّزة (فيديوهات)
كما تمّ اعتماد نهجٍ تربويّ لمواجهة ارتفاع مستوى التوتّر لدى الأطفال والأهل نتيجة التعرّض للصدمات المتكرّرة.
ثانيًا: تَقدُّم أعضاء «الشبكة الفلسطينية» وإنجازاتهم
1- مؤسسة «جذور»
تتنوّع الجهود التي تبذلها «جذور» في غزة لحماية الأطفال، من جهودٍ نفسيّة- اجتماعيّة إلى أخرى طبّيّة.
أبرمت «نفْس للتمكين» شراكةً مع «الشبكة الفلسطينية» عبر «جذور» لتقديم الدعم النفسي- الاجتماعي في المنطقة الجنوبية من غزة. وقد استأنف الفريق أنشطته الترفيهية للأطفال اللاجئين في مدارس الأمم المتّحدة بمدينة رفح. وتنوّعت الأنشطة الترفيهية التي نفّذها الفريق لتشمل ألعابًا تساعد الأطفال على التخلّص من الضغط النفسي الناجم عن العدوان الإسرائيلي المستمرّ، بالإضافة إلى الغناء والرقص الشعبي الذي يؤكّد الهوية الفلسطينية.
«مركز الطفولة»2-
خلال الفترة المحدّدة، تمّ التركيز على تعزيز التضامن المجتمعي عبر دعم الفئات المهمّشة، خصوصًا الموجودون في قرى غير معترف بها والتي تضرّرت بشدّة من الحرب. تضمّنت الجهود تقديم الدعم النفسي والتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والدفاع عن حقوق المجتمعات المهمّشة.
أبرز التقديمات:
تصميم وطباعة الألعاب المتنوّعة للدعم النفسي- الاجتماعي.
3- «معهد الطفولة الفلسطيني»
خلال الحروب والأزمات، يمنح المعهد الأولويّة لرعاية الأطفال وتلبية احتياجاتهم النفسية والاجتماعية. يدمج المعهد برامج تقديم التدخّلات النفسية والأنشطة الترفيهية للأطفال، خاصّةً خلال الحرب على غزة. وتهدف هذه المبادرات إلى خلق بيئة داعمة، وتعزيز الصحة النفسية وحُسن الحال وبناء مهارات المرونة.
عقد المعهد أنشطة وفعاليات ومبادرات عدّة لتقديم الدعم النفسي والترفيه الهادف للأطفال خلال الحروب منها:
4- التحديات:
يواجه أعضاء «الشبكة الفلسطينية» تحديات مختلفة في تنفيذ أنشطتهم ضمن مجال تنمية الطفولة المبكّرة أبرزها:
5- التوصيات: