نتواصل لأجل أطفال سعداء
We Communicate For Happy Children

إبادة أطفال غزّة في عامها الثاني: عشر لقطاتٍ هزّت العالم

 

إعداد: قسم الإعلام والتواصل في «الشبكة العربية للطفولة المبكّرة»
5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 

على مدار عامٍ كامل، تابعنا في «الشبكة العربيّة للطفولة المبكّرة» الإبادة الإسرائيليّة في قطاع غزّة، أي بحقّ سكّانه من أطفال وعائلات، ووثّقنا آثارها. كتبنا حول انتهاك إسرائيل لاتّفاقيّة حقوق الطفل ببنودها كافّة، والقانون الإنساني الدولي واتّفاقيّات جنيف. وثّقنا آلاف الطرق لموت أطفال غزّة وعائلاتهم. تحدّثنا عن تجويع الأطفال والأسر عمدًا ومنع المساعدات. سلّطنا الضوء على حجم التدمير الممنهج للقطاع التربويّ والقطاع الطبّي والكوادر الطبيّة التي تتطلّب إعادةُ تأهيلها سنوات. تابعنا التهجير القسريّ وحشر مئات آلاف العائلات والأطفال في بقع لا تتّسع للعشرات منهم. رصدنا بما استطعنا معاناة سكّان الجنوب الذين حشرتهم إسرائيل في أماكن «محميّة» راحت تتقلّص يومًا بعد يوم، ويتعرّض سكّانها للاستهداف المباشر. وثّقنا الأمراض وعلى رأسها شلل الأطفال الذي ظهر في القطاع بعد 25 عامًا على اختفائه. وبعد قطع شوطٍ لا بأس به في جنوب القطاع ضمن حملات التلقيح، انطلقت في 1 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 الجولة الثالثة لحملة تطعيم الأطفال في مدينة غزّة باستثناء شمال القطاع، لأنّ إسرائيل قرّرت حرمان الأطفال من استكمال التلقيح ضمن «خطّة الجنرالات»، أو «خطّة الأبطال» وفق تسمية الإعلام الإسرائيلي. من دون الإعلان الرسميّ عن اعتماد الخطّة، تطبّق إسرائيل جريمةَ حربٍ موصوفة هدفُها التهجير القسريّ وفرض حصار كامل ومنع دخول المساعدات بهدف التجويع ثمّ تحويل الشمال إلى منطقة عسكريّة مغلقة لفرض السيطرة وتقطيع أوصاله عن الجنوب. ولتطبيق ذلك تعمد إلى التجزير والقتل والتنكيل بسكّان شمال القطاع وعائلاته وأطفاله وتجويعهم ومنع وصول المساعدات. وسبق لإسرائيل أن هدّدت سكّان الشمال في تشرين الأوّل/ أكتوبر من العام الماضي بالتحرّك نحو الجنوب وإلا اعتَبرت أنّ من يبقى في مكانه «قد يتمّ تحديد هويّته على أنه شريك في تنظيم إرهابي». والجدير بالذكر أنّ الاحتلال ألقى قنبلة على عيادة طبّية تشهد حملة تطعيم شمال مدينة غزّة ما أدّى إلى إصابة ثلاثة أطفال.

إلى ذلك، كان للشقّ النفسيّ والصدمات التي يقاسيها الأطفال ومقدّمو الرعاية لهم حيّزًا في مساهمتنا المتواضعة. ونظرنا أيضًا بعينَي النوع الاجتماعي، فكانت للأمّهات والحوامل والمرضعات والنساء والفتيات ومقدّمات الرعاية مساحةً من دراساتنا، لا انتقاصًا من معاناة الرجال والمجتمع الغزّيّ عمومًا، ولا للقول إنّ كفّةَ الإبادة تميل إلى نوع اجتماعيّ على حساب آخر، بل للإضاءة على آلام شريحةٍ تكون في الحروب عمومًا ضعيفةً ومضمَرةً وغير بارزة. وبأضعف الإيمان، منذ اليوم الأوّل، ناشدنا وأعلينا الصوت وأكثرنا النداءات لإيقاف المجزرة بحقّ الأطفال والعائلات. وعلى الرغم من الألم، للأمل حيّزٌ دائمٌ في مقاربتنا، فقلنا إنّ الصمودَ رغم الإبادة قدَر. ومن قلب الأردن، بالتّعاون مع «الشبكة الفلسطينية للطفولة المبكّرة» و«المجلس الوطني لشؤون الأسرة» و«شبكة جذور للإنماء الصحّي والاجتماعي»، وجّهنا التحيّة لأطفال فلسطين وغزّة وصمودهم على الرغم من المآسي.  

ولأنّ الصورة تساوي ألف كلمة، كما يقول فريد برنارد، رجل الأعمال الأميركيّ الذي كان يعمل في حقل الإعلانات، ارتأينا تلخيصَ عامٍ كاملٍ من الإبادة على شكل «عشر لقطاتٍ هزّت العالم»، في استعارةٍ من الكتاب التأريخيّ الهامّ «عشرة أيّام هزّت العالم» للكاتب جون ريد. الفارق بين برنارد وغزّة أنّ هذه اللّقطات ليست لغرض الإعلان، وبين ريد وغزّة أنّ الأحداث دخلت عامَها الثاني وليست محصورةً في أيّامٍ عشرة، وأنّ اللّقطات ليست تأريخًا لأحداثٍ شارف وقوعُها على ما يربو قرنًا من الزمن، بل هي إبادة بحقّ أطفال غزّة وعائلاتها تقع وتحصل وتوثّق على الشاشات مباشرةً. وعلينا دائمًا التذكّر أنّ ما نراه شنيع، لكن ما خفي أعظم.

في هذه اللّقطة تحتضن إيناس أبو معمّر (37 عامًا) جثمان ابنة أخيها سالي (5 سنوات). استُشهدت سالي مع والدتها وشقيقتها الرضيعة وجدَّيها وعددٍ من أقاربها. كما فقدت إيناس شقيقتها التي استُشهدت مع أطفالها الأربعة في غزّة. حصلت الصورة التي التقطها محمد سالم لوكالة «رويترز» على أفضل صورة صحافية عالميّة لهذا العام وفازت بجائزة «بوليتزر». تلخّص الصورة قصص أكثر من 17 ألف طفل شهيد، حتى تاريخه، من ضمن ما لا يقلّ عن 43 ألفًا، وفق «الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني»، وأكثر من 50 ألفًا، بحسب «المرصد الأورومتوسّطي لحقوق الإنسان». في التقديرات، حوالي 10% من سكّان القطاع إمّا قُتلوا أو جُرحوا أو فُقدوا أو اعتُقلوا، وكان للأطفال حصّة الأسد من ذلك. وقد وثّقت منظّمات دوليّة كذلك منها «المرصد الأورومتوسّطي» عمليّات إعدام مباشرة لمدنيّين بينهم أطفال، وقنص وإلقاء قنابل متفجّرة من طائرات كوادكابتر المسيّرة إلكترونيًّا عن بُعد، وقصف التجمّعات في الأسواق والشوارع وقرب المنازل ومحطّات المياه ونقاط توزيع الانترنت. 

 

هذا يزن الكفارنة الذي توفّي في 4 آذار/ مارس 2024 بفعل الحصار ومنع إسرائيل إدخال المساعدات الغذائيّة إلى القطاع. يزن واحدٌ من عشرات الأطفال الذين استُشهدوا نتيجة سياسة التجويع التي يعتمدها الاحتلال كأداة تنفيذ للإبادة، خصوصًا في شمال القطاع، وواحدٌ من أكثر من 50 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحادّ، أي 9 من كلّ 10 أطفال، بحسب «اليونيسف». ووفق الأمم المتّحدة، سيستمرّ خطر المجاعة في أنحاء غزّة خلال فصل الشتاء ما لم يتوقّف القتال ويصل مزيد من المساعدات الإنسانيّة.وبحسب تقييم للأمن الغذائي نُشر في تشرين الأوّل/ أكتوبر 2024، (91%) من سكّان القطاع سيواجهون انعدامًا حادًّا في الأمن الغذائي. ويتوقّع التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) حصول حوالي 60 ألف حالة من سوء التغذية الحادّ بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و59 شهرًا (حوالي 5 سنوات)، بما في ذلك 12 ألف حادّة في الفترة بين أيلول/ سبتمبر 2024 وآب/ أغسطس 2025.

 

وكما يزن، أكثرُ من مليون طفل هم ضحايا النهج الإسرائيلي المتعمّد لتكريس المجاعة عبر منع دخول المساعدات وقصفها، وكذلك قصف الفلسطينيين، وبينهم مئات الأطفال، خلال تعبئة المياه وتلقّي المساعدات الإنسانيّة (ما عُرف بمجازر الطحين). يتوسّل هؤلاء الأطفال أيّ مساعدات شحيحة، فخلال شهر أيلول/ سبتمبر 2024 مثلاً، لم يتمكّن «برنامج الأغذية العالمي» من تقديم الدعم لنصف الأسر التي خطّط الوصول إليها وبحصص غذائيّة مخفّضة وذلك بسبب نقص الإمدادات الغذائيّة. أمّا في تشرين الأوّل/ أكتوبر، فلم يتمكّن البرنامج من توزيع أيّ طرود غذائيّة. وكان الأمين العامّ للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد كرّر في تشرين الأوّل/ أكتوبر 2024 تحذيره من أنّ المجاعة تلوح في الأفق. ويأتي قرار الكنيست الإسرائيلي بحظر عمل «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيّين» (الأونروا) خلال 90 يومًا ليزيد من معاناة أهالي القطاع في هذا الإطار، وهي المسؤولة الرئيسية عن توزيع المساعدات الإنسانيّة. وقد وصفها أعضاء مجلس الأمن بـ«العمود الفقري لجميع الاستجابات الإنسانية في غزّة».

 

في الثالثة من عمره، فقد الطفل أحمد شبت قدميه وأبوَيه بعد تعرُّض منزلهم في بيت حانون، شمال القطاع، إلى قصف إسرائيلي، ونجا هو مع شقيقه الصغير. العديد من الإصابات بين سكّان غزّة كانت حالات بتر وإعاقات دائمة وحروقًا، خصوصًا مع استخدام جيش الاحتلال أسلحة محرّمة دوليًّا وأنواعًا من الذخائر والقنابل الفتّاكة المحظورة والفوسفور الأبيض المحرّم دوليًّا والذي قد تصل إصاباته إلى العظام.  بحسب توصيف الأمم المتّحدة نفسها، لقد أصبحت غزّة موطنًا لأكبر مجموعة من الأطفال مبتوري الأطراف في التاريخ الحديث. الطفل أحمد واحدٌ من 10 أطفال يفقدون إحدى الساقين أو كليهما كلّ يوم، وفق بيانات «الأونروا». وهو واحدٌ من أكثر من 4 آلاف طفل مبتوري الأطراف بحسب وزارة الصحّة في غزّة. وهناك العديد من الحالات التي تمّ فيها بتر الأطراف فقط بسبب عدم توفّر المعدّات الطبية المناسبة  بفعل حرمان إسرائيل أهل القطاع وأطفاله من حقّهم في العلاج والرعاية الصحية والمعدّات الطبية واستهداف المستشفيات وطلب إخلائها. وتبرز في هذا الإطار قضيّةُ ذوي الإعاقة، خصوصًا من الأطفال. وقد اعتمدت إسرائيل لسنوات سياسة الاستهداف الذي يؤدّي إلى إعاقات، بعضها لمدى الحياة. ومنذ انطلاقة الإبادة، أصيب آلاف الأطفال بإعاقاتٍ جرّاء القصف الإسرائيلي والاستهدافات المباشرة. وقد أوضحت «اليونيسف» أنّ الصحّة النفسية للأطفال ذوي الإعاقة تأثّرت على نحو خاصّ بالتحدّيات التي يواجهونها.
(الصورة: Getty Images، وكالة الأناضول)

 

ما ترونه في الصورة ليس سوى عيّنةٍ بسيطةٍ من الأضرار الناجمة عن القصف الإسرائيلي في قطاع غزّة، والذي قُدّر حجمه بقنبلتين نوويّتين وبحجم قنابل فاقت تفجيرات الحرب العالميّة الثانية في دردسن وهامبورغ ولندن مجتمعةً. وبحسب تقييمٍ أصدره «مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية»  UNOSAT، ثلثا المباني في قطاع غزّة تعرّضت لأضرار. وكانت الأمم المتّحدة أصدرت في 15 تموز/ يوليو 2024 تقييمًا أشار إلى أنّ إزالة 40 طنًّا من الركام والأنقاض سيستغرق 15 عامًا، حتّى مع أسطولٍ يضمّ أكثر من 100 شاحنة. (الصورة: «الأونروا»)

 

منذ 7 تشرين الأوّل/ أكتوبر الماضي، اعتمد الاحتلال الإسرائيلي سياسةَ التهجير القسريّ لسكّان القطاع. ولتحقيق ذلك، اعتمد أساليب عدّة منها اقتحام المنازل وإجبار الفلسطينيّين على إخلائها من دون أن يكون لهم مكان يتوجّهون إليه. كما لجأ إلى التجويع والترهيب والاحتجاز والاضطهاد النفسي. وأصدر أوامر تهجير قسريٍّ بلغت على مدار العام الماضي 63 أمرًا. وفي ادّعاءاته الكاذبة، ادّعى بدايةً أنّ الجنوب آمن، ثمّ راح يحدّد مناطق معيّنة كدّس فيها أكثرَ من مليون ونصف المليون فلسطيني، ليقصفها بعد تجمّع العائلات والأطفال فيها تحت حجج واهية تنتهك بشكل فاضح القوانين والأعراف الدوليّة. ويومًا بعد يوم، راحت تتقلّص المناطق الآمنة حتّى أعلنت الأمم المتّحدة أنّ أغلب سكّان القطاع باتوا يعيشون في مساحةٍ لا تتعدّى 11% من مساحته. كما كرّر أوامر النزوح، فاضطرّ مئات الآلاف إلى النزوح بين تسع وعشر مرّات. ومع دخول فصل الشتاء، تتعالى الصرخات لتأمين الحاجيّات؛ من الخيم التي باتت ممزّقة ولن تحتمل الرياح الشديدة، إلى التدفئة والوقود. ومع تدمير الاحتلال أغلب البنى التحتية في القطاع، باتت مياه الصرف الصحّي تجري بين خيم النازحين ما أدّى إلى انتشار الأمراض والأوبئة، خصوصًا بين الأطفال. (الصورة: 10 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، اليونيسف)

 

هذا مخيّم جباليا شمال قطاع غزّة حيث يَعتقل الاحتلال عشرات الفلسطينيّين ويجبرهم على خلع ملابسهم. وبين الموقوفين ذُلًّا أطفالٌ وكبارٌ في السنّ. ليست المرّة الأولى التي يُجبر الاحتلال سكّانًا من القطاع على هذا الفعل. والاحتلال في جباليا، كما سائر الشمال، يعمل من خلال هذه الصورة على ترهيب أكثر من 400 ألف فلسطيني ما زالوا قابعين في بيوتهم. ولتحقيق ذلك، تعمد إسرائيل إلى تطبيق جريمة موصوفة بهدف تهجيرهم وتحويل الشمال إلى منطقة عسكريّة مغلقة للسيطرة عليها، فترتكب المجازر الجماعيّة وتطْبق الحصار على الشمال وتجوّع العائلات والأطفال وتمنع وصول المساعدات وسط تعتيمٍ شبه كامل عمّا يحصل هناك. ويمنع القانون الدولي الإنساني التهجيرَ القسريّ. وحتى لو طُلب من السكّان المغادة، لا تسقط الحصانةُ عن المدنيّين الذين اختاروا البقاء في بيوتهم، ويقع على عاتق الجهات المتحاربة (أي إسرائيل كونها تحتلّ قطاع غزّة) حماية أولئك المدنيين، وتحديدًا الأطفال الذين يحظون بحماية خاصّة وفق القانون الدولي واتفاقيّة حقوق الطفل.

 

ليست قضيّة الأطفال الأيتام في غزّة، أو الذين تتمّ تسميتهم الأطفال غير المصحوبين، جديدةً في القطاع، لكن مع اشتعال الإبادة، ارتفعت أعداد هؤلاء بشكلٍ كبير. ومع صعوبة حصر عددهم، كانت «اليونيسف» قدّرت خلال آب/ أغسطس 2024 عددهم بـ19 ألف طفل على الأقلّ. وفي الذكرى الأولى للإبادة قدّرت وزارة الصحّة في غزّة عددهم بحوالي 26 ألفًا بالحدّ الأدنى. وتدير مؤسّسة «التعاون» حملةً لكفالة الأيتام ورعايتهم في غزّة. أمّا أعداد الأطفال المفقودين فتتجاوز بالحدّ الأدنى 10 آلاف، مع تقديرات بأنّ العدد أكبر من ذلك بكثير في ظلّ وجود من هم تحت الأنقاض ومن قد تحلّلت جثامينهم، ومن ما زالوا ملقون في الشوارع أو يُدفنون إلى جوانب الطرقات مع عبارة «شهيد مجهول»، وفي ظلّ ورود تقارير حول اختطاف إسرائيليّين لأطفالٍ فلسطينيّين ونبشهم لبعض المقابر الجماعيّة.  (الصورة: مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانيّة OCHA)

 

بعد عشر سنوات انتظار، أنجبت رانيا أبو عنزة توأمًا، لكنّ الاحتلال سرقهما منها مع زوجها و11 فردًا من العائلة في قصفٍ إسرائيليّ على منزلهما في رفح يوم 3 آذار/ مارس 2024. رانيا حاولت الإنجاب وسط الحصار الإسرائيلي، أنجبت في ظلّ الإبادة، وما طفلاها بقصف مباشر. (الصورة: رويترز)

 

 

شعبان الدلو. ليس طفلاً بالتعريف الدوليّ، وليس من ضمن فئة الطفولة المبكّرة. لكنّ شعبان البالغ من العمر 20 عامًا كان يومًا طفلاً. وهو تجسيدٌ حرفيّ لأجيالٍ متلاحقة يستنزفها الاحتلال ويحرق أحلامها. شعبان حُرق فعلاً لا مجازًا. وحُرق حيًّا. رفع يده استغاثةً بعد استهداف الاحتلال الإسرائيلي خيم النازحين داخل أسوار مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح. كان شعبان يدرس في كلّيّة الهندسة وتكنولوجيا المعلومات، لكنّ إسرائيل كما تقتل أحلامَ الصغار تقتل أحلامَ كبارهم. إنها المحرقة الفلسطينيّة.