نتواصل لأجل أطفال سعداء
We Communicate For Happy Children

الكوليرا تجتاح السودان والأطفال أكثر المتضرّرين

 

جانب من عمليات تقديم العلاج لمرضى الكوليرا بولاية كسلا – فرانس برس

28 آب/ أغسطس 2024

للمرّة الثانية خلال الحرب التي بدأت منتصف نيسان/ أبريل الماضي 2023، يشهد السودان موجةً جديدةً من انتشار وباء الكوليرا. وكان وزير الصحة السوداني أعلن في 17 آب/ أغسطس الحالي تفشّي الوباء في وقتٍ تشهد البلاد منذ أسابيع سيولاً وفيضاناتٍ أدّت إلى جرف قرى بأكملها ووفاة أكثر من مئة شخص وتضرّر أكثر من 120 ألف آخرين. كما أدّت السيول والفيضانات إلى ظهور عددٍ من الأمراض مع ارتفاع حالات الإسهال خصوصًا بين الأطفال مّما فاقم الظروفَ السيّئة التي تعيشها البلاد.

وبينما أدّت هذه الظروف إلى موجات نزوحٍ جديدة، بينها آلاف الأطفال، حذّرت «المفوّضية السامية للأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين» UNHCR من أنّ وباء الكوليرا يهدّد المجتمعات النازحة في جميع أنحاء البلاد. وهذا يعني تأثّر الأطفال بشكلٍ خاصّ وكبير كونهم يشكّلون حوالي نصف أعداد النازحين في السودان، في أكبر أزمة نزوحٍ للأطفال في العالم.

 إلى ذلك، أبدت المفوّضيّة قلقًا خاصًّا من انتشار الوباء في ولايات كسلا والقضارف والجزيرة، مشيرةً إلى أنّ هذه الولايات تستضيف آلاف النازحين السودانيّين، بالإضافة إلى نازحين من بلدانٍ أخرى. وبينما أكّدت الأمم المتّحدة في 24 آب/ أغسطس الحالي تسجيل 658 إصابة بالكوليرا في خمس ولايات سودانيّة منذ 22 تموز/ يوليو، حصدت ولاية كسلا منها، والمتضرّرة بشكلٍ كبير، 119 إصابة في ثلاثة مواقع للّاجئين ووفاة خمسة لاجئين جرّاء المرض، وفق وزارة الصحّة السودانية. وكانت الأخيرة دعت المجتمعَ الدوليّ إلى تقديم مساعداتٍ فوريّة وعاجلة فيها. 

وفي ظلّ انتشار الوباء، حذّرت مفوّضيّة اللّاجئين من محدوديّة الإمدادات الطبّية ونقص العاملين الصحيّين، بالإضافة إلى تهالك البنية التحتيّة للصحّة والمياه والصرف الصحّي والنظافة. وحول الأمراض،أشارت المفوّضيّة إلى تزايد حالات الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه، بما في ذلك الملاريا والإسهال. وفي الإطار، أشارت إلى تزايد حالات الملاريا في مواقع اللّاجئين في جنوب السودان وتشاد، بسبب بداية موسم الأمطار، موضحةً أنّ ذلك يأتي في ظلّ معدّلات مقلقة من سوء التغذية وحالات الحصبة والتهابات الجهاز التنفسي الحادة، والإسهال المائي الحادّ. 

وبينما تعيش البلاد مأساةً كبيرةً وتحتاج إلى مساعدةٍ عاجلة، أكّدت المفوّضيّة عدم تلقّيها والشركاء الآخرين سوى 22% من التمويل المطلوب لخطّة الاستجابة الإقليمية للّاجئين– والذي تبلغ قيمته 1.5 مليار دولار أميركي– من أجل تقديم المساعدة في البلدان المجاورة للسودان، بينما تلقّت الاستجابة المشتركة بين الوكالات داخل السودان تمويلاً بنسبة 37% فقط.