ألقيت هذه الكلمة في 30 تموز/ يوليو 2024
نجتمع اليوم بينما تقترب الإبادة الجماعيّة الإسرائيليّة بحقّ سكّان قطاع غزة وأطفاله من يومها الـ300. ضاعفت هذه الإبادة من ظروفٍ مأساويّة عمرُها سنوات، وأرخت بظلالها على جميع الأطفال الفلسطينيّين والأهل ومقدّمي/ات الرعاية، مَن هم في الضفّة الغربيّة والأراضي المحتلّة عام 48، وحتّى أطفال الشّتات.
على بشاعة الصورة التي تصلنا، نحنُ المتلقّون من الخارج، فإنّ المشهدَ الحقيقيّ أكثرَ مأساويّة، وعلى جميع المستويات؛ مِن أعداد الضحايا إلى الواقع الصحّي وانتشار الأوبئة والأمراض وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية ووفاة أطفال وخدّج نتيجةً لذلك، ثمّ النزوح المتكرّر ودمار الوحدات السكنيّة والبنية التحتيّة والتعليميّة وضياع عام دراسيّ على الأطفال.. والمآسي لا تنتهي.
لكنْ في وجه المآسي والإبادة هناك صمود.
تحت هذا العنوان تَقرَّر مؤتمرُنا اليوم.
صمودُ القابعين تحت الإبادة وقوّتُهم.
منذ بدء الإبادة صُبَّت جهودُنا في «الشبكة العربية للطفولة المبكّرة» ورفعنا، منذ اليوم الأوّل، صوتًا موحّدًا لإيقاف المجزرة بحقّ الأطفال والعائلات، وسلّطنا الضوء على ما يحصل هناك.
لمْ تغِب الإبادة لحظة عن نشراتنا ووسائل تواصلنا التي نعمل على إيصالها إلى مجتمع الطفولة المبكّرة ومقدّمي/ات الرعاية في العالم.
وكما كانت قضيّةُ الأطفال الفلسطينيّين على رأس أولويّاتنا منذ سنوات، نُدرك أنّ العمل لن ينتهي مع وقف إطلاق النار، بل على العكس، سيتضاعف بعد تَكَشُّف الحجم الحقيقيّ للخسائر البشريّة والمادّيّة.
لهم يومهم ولنا يومنا الآتي:
يومنا الآتي:
يومنا الآتي:
ولا ينحصر أثرُ الإبادة بالداخل الفلسطينيّ، فينبغي الإشارة بالتحديد إلى قرار وقف تمويل منظّمة الأونروا الذي بقدر ما هو يصيب حقّ العودة فإنّه يعني تعريض كلّ طفل فلسطيني في مخيّمات الشّتات، في لبنان والأردن وسوريا، إلى المستقبل المجهول.
نجتمع اليوم كي نبني على كلّ ما سبق وأكثر، وكي نفهم التحدّيات الحاليّة وحجمَها، ونتعرّف عن كثب على مبادرات صمود قطاع الطفولة المبكّرة في فلسطين، ومشاركتُنا التجارب هناك. والأهمّ، الحشد والتنسيق لمتابعة الحاجات العاجلة والطويلة الأمد للأطفال الفلسطينيّين.
كلّ هذا لا يمكن أن يتحقّق بشكلٍ منفرد لكلّ جمعية أو مؤسسة أو منظمة لوحدها، ولا يمكن أن يكتمل من دون دعم الشركاء العالميّين الذين يشاركونا هذا الموقف،
ومثلما ولّى زمن التدخّلات القطاعيّة المنفصلة، ولّى زمن العمل الفردي كلّ على حِدة والمنافسة على التمويل.
يومنا المستمرّ هو كيف نعلّم العالم من الآن فصاعدًا المثابرة والصمود في وجه الإبادة من أجل أطفالنا.
يومنا المستمرّ هو ليس في فلسطين فقط، هو مع أطفالنا وعائلاتهم ومقدّمي/ات الرعاية لهم في سوريا ولبنان واليمن والسودان وكلّ بقاع الأرض التي يعاني فيها هؤلاء الظلم واللّاعدالة وعدم الإنصاف.
هو إعادة الحياة إلى كلّ هذه البقاع كما تستحقّها.
ما استطعنا إلى ذلك سبيلا…