حذّرت منظّمة «أنقِذوا الأطفال» Save the children من أنّ «الوقت قد نفِد لحماية الأطفال في رفح مع الهجوم البرّيّ الوشيك الذي يجبر مئات الآلاف على الفرار ويعرقل جهود الإغاثة في الملاذ الأخير في غزّة».
وقالت المنظّمة «كنّا نأمل أن لا يأتي هذا اليوم. لقد حذّرنا لأسابيع من عدم وجود خطّة إجلاء قابلة للتطبيق لنقل المدنيين وحمايتهم بشكل قانوني»، مضيفةً «لأسابيع، كنّا نحذّر من العواقب المدمّرة التي سيُرتّبها هذا الأمر على الأطفال وعلى قدرتنا على مساعدتهم في استجابةٍ مقيّدةٍ في الأصل».
وأوضحت المنظّمة، في بيان، أنّها، ولأسابيع، كانت تدعو إلى اتّخاذ إجراءاتٍ وقائيّة، لكن «بدلاً من ذلك، غضّ المجتمع الدولي الطرف. لا يمكنهم غضّ الطرف الآن».
وكانت القوّات الإسرائيلية أصدرت، في 6 أيار/ مايو، أوامرَ تطالب المدنيين شرق رفح بالانتقال إلى ما تعتبره إسرائيل «منطقةً إنسانيّةً» موسّعةً حديثًا في المواصي التي شدّدت وكالة «غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» على أنّها «ليست مناسبةً للعيش تمامًا». وقد أوضحت «المفوّضية السامية لحقوق الإنسان» التابعة للأمم المتّحدة أنّ أوامر نقل المدنيين يمكن أن تصل إلى مستوى جريمة حرب، مشدّدةً على أنّها غير إنسانيّة وتهدّد بتعريض السكان إلى مزيدٍ من الخطر والبؤس.
وفي الإطار، أكّدت «أنقِذوا الأطفال» أنّ «الاقتحام المعلَن لن يعرّض حياة أكثر من 600 ألف طفل إلى الخطر فحسب، بل سيؤدّي، في أفضل الأحوال إلى تعطيل، وفي أسوئها إلى انهيار استجابة المساعدات الإنسانية التي تكافح حاليًّا لإبقاء سكّان غزّة على قيد الحياة»، خصوصًا مع تركّز المساعدات في رفح.
وقالت المنظّمة «لقد نفدت منّا الكلمات بالفعل لوصف مدى كارثيّة الوضع في رفح، لكنّ الفصل الآتي سيأخذ الأمور إلى مستوياتٍ جديدةٍ لا توصف».
وكانت «أنقِذوا الأطفال» حذّرت، منذ أشهر، من أنّ ما يحدث بعد توسّع القوّات الإسرائيليّة إلى رفح «سيتجاوز أسوأ كوابيسنا»، مؤكّدةً استحالة حماية المدنيّين بسبب الكثافة السكّانيّة.