استضافت «الشبكة العربية للطفولة المبكّرة» بالشراكة مع «مبادرة القوى العاملة في الطفولة المبكّرة (ECWI) ندوةً إلكترونيّة بعنوان «مبادرات لدعم القوى العاملة في قطاع الطفولة المبكّرة» وذلك في 27 تموز/ يوليو، بمشاركة «منظمة خطوة بخطوة العالمية» (ISSA)- التي أسّست المبادرة مع مؤسسة Results for Development- و«منظمة العمل الدولية» و«مركز الدراسات اللبنانية» (CLS).
استهلّ المنسّق العامّ للشبكة د. غسان عيسى الندوة، مقدّمًا لمحةً عامّةً عن الشبكة ورؤيتها ورسالتها واهتمامها بمسألة القوى العاملة في قطاع الطفولة المبكّرة، ومنوّهًا بمرونة الشبكة التي تضمّ تشكيلة متنوّعة ومتعدّدة القطاعات والتخصّصات. كما تطرّق إلى الشبكات الوطنية حول الطفولة المبكّرة ومنها ما هو قيد التطوير في بلدان عربية عدّة، والتي تشكّل إحدى أهمّ شراكات عمل الشبكة، مشيرًا إلى «اللجنة الإقليمية العربية للبحوث» في مجال الطفولة المبكّرة.
وتحدّث د. عيسى عن استراتيجيات الشبكة، مشيرًا إلى ثلاثة مناهج عمل تندرج ضمن إطار الاستراتيجيات وهي إنتاج المعرفة والمناداة والتواصل والتأثير في السياسات. كما أوضح أنّ أربع شبكات إقليمية، من بينها «الشبكة العربية»، تعمل على هذه المبادرة.
وفي فيديو مسجّل، أكّدت كبيرة مديري البرامج في جمعية «خطوة بخطوة العالمية» (ISSA) زوريكا تريكيتش أنّ الهدف من إطلاق المبادرة عام 2016 كان زيادة الوعي حول أهمية القوى العاملة في الطفولة المبكّرة، وأن يتمّ الاعتراف بتلك القوى وتهيئتها ودعمها وتمكينها لتقديم خدمات ذات جودة للأطفال والأسر من أجل ضمان حُسن حالهم. كما تطرّقت إلى أبرز إنجازات المبادرة.
وتناولت زينة مزهر من «منظّمة العمل الدولية» حقوقَ العمّال في الدول العربية، مؤكدةً ضرورة ربط الرعاية بأسس العمل اللائق والحقوق الأساسية للعمّال. وفي هذا الإطار، شدّدت على ضرورة أن يتمكّن العاملون من مفاوضة أصحاب العمل والحكومات. كما أشارت إلى أنّ أهمية دور مقدّمي الرعاية برزت بعد جائحة كورونا لكنّهم مغيّبون عن إمكانية الاستفادة، متحدّثةً عن توجّه جدّي نحو تطوير مبادرات مختلفة من أجل إنشاء سياسات رعاية عادلة.
وشدّدت مزهر على ضرورة مقاربة مسألة الرعاية انطلاقًا من الجندر، إذ أنّ هناك حاجة إلى تحوّل جندري في المقاربات السياسية والاجتماعية. كما قدّمت لمحة موجزة عن أداة محاكاة الاستثمار في سياسات الرعاية، مشيرةً إلى «بوابة سياسة الرعاية العالمية» التي أطلقتها «منظمة العمل الدولية» والتي تنشر البيانات والموارد المتعلقة بسياسات وخدمات إجازات الرعاية للنهوض بأجندة المنظمة التحويلية للمساواة بين الجنسين وعدم التمييز. وتقدّم البوابة أكثر من 60 مؤشّرًا قانونيًّا وإحصائيًّا حول حماية الأمومة وإجازات الأمومة والأبوّة وإجازات الرعاية الأخرى، فضلاً عن رعاية الأطفال وخدمات الرعاية طويلة الأجل في أكثر من 180 دولة.
إلى ذلك، عرض محمد حمّود من «مركز الدراسات اللبنانية» (CLS) نتائج آخر دراستين أجراها المركز حول ظروف عمل المعلّمين والمعلّمات منذ عام 2020 في ظلّ الأزمة اللبنانية وانخفاض أجورهم في ظلّ غلاء المعيشة. وبيّنت الدراسات أنّ معدّل المدخول الشهري للأستاذ هذا العام بلغ 159$ في تحسّنٍ طفيفٍ عن العام الماضي (131$ ذهبت منها 128$ لكلفة النقل)، بينما من المفترض أن يبلغ معدّلُ الراتب للعام المقبل في ما يضمن للأستاذ العيشَ الكريم 1203$.
بعد ذلك، قدّمت مديرة البرامج في «الشبكة العربية» لارا عودة عرضًا حول القوى العاملة ضمن استراتيجية الشبكة، موضحةً أنّ استراتيجيات الأخيرة للسنوات الخمس المقبلة تقوم على إنشاء سجلّ مهني شامل لمتخصّصي تنمية الطفولة المبكّرة وإدماج المعارف والدورات التدريبية عن تنمية الطفولة المبكّرة ضمن مناهج الجامعات، وإدخال تنمية الطفولة كمنهج متعدد التخصصات من خلال مواد دراسية في جامعات مختارة وفي المدارس الفنية في العالم العربي.
كما تحدّثت عودة عن «برنامج نوّارة» للصحة النفسية والذي يهدف إلى تقديم الدعم النفسي الاجتماعي لجميع العاملين/ ات مع الأطفال في مرحلة الطفولة المبكّرة، وعن «برنامج الصحة والتربية والرعاية لصغار الأطفال» في لبنان والأردن (HEPPP) والذي يتوجّه إلى مقدّمي الرعاية وتدعمه منصة «أرجوحة» الالكترونية.
وتطرّق منسق «الشبكة العربية» محمد البقاعي إلى النموذج البحثي الاستراتيجي الثاني الذي تجريه الشبكة حول ظروف عمل المربّين/ات في الحضانات ورياض الأطفال في ستة بلدان عربية هي فلسطين والأردن ولبنان ومصر وتونس والمغرب. وأوضح أنّ الدراسة تعتمد المنهج التشاركي، مشيرًا إلى أنّ الشبكة حاليًّا في مرحلة تحليل البيانات.
وذكر البقاعي أنّ الخطوة المقبلة عقدُ ورش عمل وطنية مع مختصّين/ات وخبراء وخبيرات في قضايا القوى العاملة والطفولة المبكّرة بالتعاون مع الشبكات الوطنية بهدف عرض النتائج ومناقشتها للتحقّق من صحّتها وتحليل النتائج بحسب سياق كلّ بلد، ثم الخروج بتوصيات موجّهة للسياسات والبرامج على الصعيد الوطني، والخروج بتقارير وتوصيات وحملات مناصرة وطنية وإقليمية.
ختامًا، عرضت ريم فوّاز، منسّقة برنامج الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي في «ورشة الموارد العربية» واقعَ الصحة النفسية لمربّيات ومربّي الأطفال في مرحلة الطفولة المبكّرة خلال الأزمات، مشيرةً إلى أنّ مشروع الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي للقوى العاملة في الطفولة المبكّرة تمّ تطويره من قِبل «ورشة الموارد العربية» و«الشبكة العربية»، وموضحةً أنّ المشروع يهدف إلى تعزيز مستويات الصحة النفسية للعاملين/ات.
لمشاهدة الندوة اضغط هنا