مرّةً أخرى، يدفع أطفال غزّة ثمن الحروب والاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة. وبعد دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، تكشّف عدد ضحايا الاعتداء الأخير: استشهاد سبعة أطفال من أصل 33 شهيدًا وإصابة العشرات، بحسب شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية PNGO. يأتي هذا في وقت أعلنت وزارة الصحة عن ارتفاع حصيلة الشهداء منذ بداية العام الحالي، وحتى صباح السبت 13 أيار/ مايو 2023، إلى 150 شهيدًا في الضفة الغربية وغزة، من بينهم أكثر من 24 طفلاً بحسب «الحركة العالميّة للدفاع عن الأطفال في فلسطين».
وكما اعتاد أطفال غزّة خرقَ الاحتلال الإسرائيلي للمواثيق والاتفاقيات الدولية والإنسانية،
اعتادوا كتابة وصاياهم تحت قصف الطائرات. من الطفلة زينة أحمد الضابوس التي كتبت رسالةً مؤثرةً إلى والدتها خلال الاعتداء على غزة 2021 عبّرت فيها عن خوفها وطلبت أن تُدفن معها بينما ترتدي ملابس العيد، إلى الطفلة هَيا خلال الاعتداء الأخير على غزة التي كتبت وصيّةً قالت فيها:
«مرحبا، أنا هيا. وسأكتب وصّيتي الآن. نقودي (80 شيكلاً) 45 شيكلاً لماما و5 لزينة و5 لهاشم و5 لتيتا و5 لخالتو هبة و5 لخالتو مريم و5 لخالو عبّود و5 لخالتو سارة.
ألعابي وجميع أغراضي لصديقاتي زينة، ريما، منة، أمل وأختي. ملابسي لبنات عمّي وإذا تبقّى أي شيء فتبرّعوا به. أحذيتي تبرّعوا بها للفقراء والمساكين.. بعد غسلها طبعًا. أكسسواراتى لبنات عمّي وسارة وبنت خالتي هبة».
وليان مدوخ (10 سنوات) التي تركت فيديو وداعٍ قبل يومٍ من رحيلها دعت فيه الله أن يحميها وعائلتها وشعبها، واللائحة تطول.
منذ أيام، حلّت الذكرى الـ75 للنكبة وأطفالُ فلسطين يقبعون تحت حصارٍ أو رحمة احتلالٍ أو في المعتقلات أو دول الشتات، وأسماؤهم أكثر من أن تُحصى. أمّا سجون الاحتلال فتأسُر اليوم 160 طفلاً وطفلةً تقلّ أعمارهم عن 18 عامًا، من أصل 4900 معتقل (بينهم 31 أسيرة)، وأكثر من ألف معتقل إداري بينهم ستة أطفال وامرأتان، وذلك بحسب تقرير مشترك لمؤسسات الأسرى (هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، ومركز وادي حلوة– القدس) صدر خلال شهر نيسان/ أبريل الماضي في «يوم الأسير الفلسطيني».