المؤتمر السنويّ الأوّل للصحّة النفسيّة والطفولة المبكرة: التحدّيات والآفاق المستقبليّة في ظلّ الأزمات 
18 تموز/يوليو 2024
في إطار تعزيز الوعي بالصحّة النفسيّة لدى الأطفال في مرحلة الطفولة المبكّرة، عقدت «ورشة الموارد العربيّة» (ARC) و«الشبكة العربية للطفولة المبكّرة» (ANECD) بالتعاون مع «الجامعة الحديثة للإدارة والعلوم» (MUBS) «المؤتمرَ السنويّ الأوّل للصحّة النفسيّة والطفولة المبكّرة»، وذلك في مبنى الجامعة في بيروت، بدارو بتاريخ 18 تموز/ يوليو 2024.
يُعَدّ المؤتمر الأوّلَ من نوعه في لبنان، إذ جمع أكاديميين/ات وباحثين/ات وخبراء/ات ومهنيين/ات من تخصّصاتٍ وبلدانٍ مختلفة بهدف تبادل المعرفة والخبرات والتجارب حول الصحّة النفسيّة والطفولة المبكّرة، وذلك في سياق الأزمات التي تمرّ بها المنطقة والتحوّل الرقميّ.
تناول المؤتمر مجموعة من القضايا المحوريّة المتعلّقة بالصّحة النفسيّة والطفولة المبكّرة، خصوصًا في ظلّ الأزمات المتعدّدة التي يعاني منها لبنان، إضافةً إلى التحوّل الرقميّ الذي فرض تحدّياتٍ جديدةً على المعلّمين/ات والعاملين/ات في هذا المجال. كما هدف إلى استكشاف واقع الصحّة النفسيّة لهؤلاء العاملين/ات وتأثيرها على أدائهم/نّ الوظيفيّ ونموّ الأطفال الجسديّ والعاطفيّ والاجتماعيّ والمعرفيّ. إلى ذلك، أكّد المؤتمر أهمّية تناول قضايا الصحّة النفسيّة في هذا المجال واقترح استراتيجيات محتمَلة لمواجهة الصعوبات المرتبطة بها.
ضمّت الجلسة الافتتاحيّة عددًا من الكلمات أبرزها لد. نائل علامي، رئيس MUBS، والسيدة ريتّا كرم، الأمينة العامّة لـ«المجلس الأعلى للطفولة» التابع لوزارة الشؤون الاجتماعيّة اللّبنانيّة. تلتها كلمة د. فاتن سكافي، الباحثة في «ورشة الموارد»، والتي تناولت فيها قضايا الصحّة النفسيّة والتنمية في مرحلة الطفولة المبكّرة.
استهلّ المؤتمر جلساته بعرض التحدّيات التي تواجه تنمية الطفولة المبكّرة خلال الأزمات والتحوّل الرقميّ. في الإطار، قدّمت د. سكافي تقييمًا للوضع الراهن للأطفال وأُسرهم في ظلّ الأزمة المتعدّدة الأبعاد التي يمرّ بها لبنان. وتناولت د. هبة محمد كسير، من «الجامعة الإسلاميّة في لبنان»، تأثيرَ الأزمة الاقتصاديّة والنزوح في لبنان على الكشف المبكّر عن الصعوبات النمائيّة. كما عرضت د. كارولين طرّاف، منسّقة مشروع الصحّة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي في «مؤسسة عامل الدوليّة»، بحثَها حول تأثير الصدمات المبكّرة على نموّ الأطفال. وفي الختام، تناولت د. حياة عيتاني، من MUBS، تأثيرَ الرقمنة على الابتكار التربويّ وتكييف المناهج وصحّة الأطفال النفسيّة في التعليم خلال مرحلة الطفولة.
تمحور ثاني الجلسات حول واقع الصحّة النفسيّة في مرحلة الطفولة المبكّرة. وفيها قدّمت ريم فوّاز، منسّقة مشروع الصحة النفسيّة في «ورشة الموارد»، دراسةً ميدانيّةً حول الصحّة النفسيّة لمربّيات ومربّي الأطفال في مرحلة الطفولة المبكّرة خلال الأزمات. كما تمّ تسليطُ الضوء على الضيق النفسيّ وأبعاده والذي يُعاني منه العاملون/ات في هذا المجال.
وفي ثالث جلسات المؤتمر ركّز المشاركون/ات على أهمّية تناول قضايا الصحّة النفسيّة في مرحلة الطفولة المبكّرة. استهلّت السيدة مروة يحيى من منظمّة Mentor Arabia الجلسة بالحديث عن كيفيّة تحويل التعليم في مرحلة الطفولة المبكّرة عبر الحلول الإبداعيّة. كما قدّمت د. رشا عبد الرحيم من «جامعة الشام الخاصّة» عرضًا حول فاعليّة برنامج تدريبيّ لتنمية ثقافة العمل التطوّعيّ لدى معلّمات رياض الأطفال، ودور هذا العمل في تعزيز القيم الإيجابيّة لدى أطفال/ات الرّوضة. واختتمت الجلسة د. ميساء السعدي من «كليّة عُمان للعلوم الصحيّة» بعرض بحثٍ حول التعاطف الذاتيّ والصحّة النفسيّة لدى الأمّهات اللّواتي يربّين أطفالًا يعانون من اضطراب طيف التوحّد.
أمّا الجلسة الرابعة، فخُصّصت لعرض السياسات والتوصيات المتعلّقة بدعم الطفولة المبكّرة. استهلّت الجلسة السيدة باميلا زغيب من وزارة الصحّة العامّة اللبنانيّة متحدّثةً عن البرامج والسياسات المتعلّقة بتنمية الطفولة المبكّرة التي تتبنّاها الوزارة في لبنان. كما تمّ فتح باب النقاش والتفاعل مع الحضور لبحث مدى فعاليّة هذه السياسات والإجراءات في ظلّ التحدّيات الراهنة.
وشكّلت الجلسة الختاميّة منصّةً لتبادل الخبرات العمليّة والمهنيّة. وقدّمت د. بهاء يحيى من «الجامعة اللّبنانيّة» شهادةً مستندةً إلى تجربتها الطويلة في الخدمة النفسيّة مع «جمعيّة العناية بأطفال الحرب». كما ناقشت د. أمل هوّاري، رئيسة قسم العمل الاجتماعيّ في MUBS، دورَ الخدمة الاجتماعيّة في تعزيز الدعم النفسيّ للطلّاب/ات والمعلّمين/ات. واختتمت الجلسة ريم فوّاز بعرضٍ حول «موقع نوّارة لحُسن الحال»، والذي يهدف إلى تقديم الدعم النفسي للعاملين/ات في مجال الطفولة المبكّرة.
ختامًا، شكر المنسّق العامّ لـ«ورشة الموارد» د. غسّان عيسى الحضور والمشاركين/ات، مؤكّدًا أهمية استمرار العمل الجماعيّ والتعاون من أجل تحسين الصحّة النفسيّة خلال مرحلة الطفولة المبكّرة في لبنان. وتبادل بعدها الحضورُ الآراء والنقاشات، ممّا أتاح فرصةً لتوسيع شبكات التواصل المهنيّ وتعزيز التعاون مستقبلاً.
للمزيد:
