نتواصل لأجل أطفال سعداء
We Communicate For Happy Children

لا سلام للأطفال في فلسطين من دون عدالة، لا مستقبل لهم من دون حماية

 

لا سلام للأطفال في فلسطين من دون عدالة
لا مستقبل لهم من دون حماية

الأرض المحروقة وحصار التجويع انتهاكٌ لاتّفاقية حقوق الطفل
وجريمةُ حربٍ بحق الأطفال وأهاليهم في قطاع غزة 

تجدر الإشارة إلى أننا بينما كنّا نُعدّ التقرير، بعد بضعة أيام من بدء الحرب على قطاع غزة، و خلال بضع ساعات فقط، اضطررنا إلى تعديل أعداد الضحايا بشكلٍ متكرّر نظرًا إلى ارتفاعها بشكل مضطرد. لذا، نودّ لفت الانتباه إلى أنّ هذه الحصيلة ليست نهائيّة وستكون حتمًا قد ارتفعت عند قراءتك التقرير.

٢،٢ مليون لاجىء فلسطيني، منهم ١،٧ مليون من لاجئي 1948، محشورون في مساحة ٣٦٥ كيلومتر مربع من ٤١ كيلومتر ب ١٠ كيلومتر.

  • أكثر من مليون طفل يسكنون في غزة (أكثر من 50% من السكان)
    • 60%  من الإصابات في قطاع غزّة وقعت بين النساء والأطفال. 
    • استشهاد أكثر من 700 طفل و 500 امرأة من أصل 2329 فلسطينيًّا في غزة وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، والحصيلة إلى ارتفاع.
  • «لن يكون لسكّان غزة لا كهرباء، لا طعام، لا ماء، ولا غاز، كلّ شيءٍ مُغلق. نحن نحارب حيوانات على هيئة بشر، ونتصرّف وفقًا لذلك، بحسب تصريحات مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية. 
  • شدّ خناق الحصار المفروض على قطاع غزّة منذ عام 2007. 
  • أكثر من 423 ألفًا من العائلات الفلسطينية نزحت مع أطفالها في غزة، بحسب الأمم المتحدة. 
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يأمر سكان قطاع غزة المحاصر بالتوجه نحو مصر عبر معبر رفح، ثمّ يدعو كافة سكان غزة، بمن فيهم النساء والأطفال، إلى التوجه نحو جنوب وادي غزة خلال 24 ساعة «حفاظًا على أمنهم الشخصي»، في محاولة لتهجير القطاع من سكّانه. 
  • «الهلال الأحمر الفلسطيني» يستنكر ويشجب هذه الدعوات موضحًا أن لا مكان يتوجه إليه أكثر من مليونين و200 ألف فلسطيني ولا وسائل مواصلات لإيصالهم. 
  • منظمة «الأونروا» تصف طلب مغادرة غزة  بالمروّع.
  • تدمير أكثر من 5500  منزل وتضرر أكثر من 3500
    • إبادة عائلات بأكملها عبر قصف منازلها من دون سابق إنذار.
    • تدمير المجمّعات السكنية والمستشفيات والمراكز الطبية والمدارس. 
    • مقتل 11 من موظّفي «الأونروا» خلال القصف.
    • تدمير مبنى الصليب الأحمر في القطاع  بقصف إسرائيلي والمنظمة تقول إنّ «شريان الحياة في غزة بدأ ينفذ». 
  • «منظمة الصحة العالمية» تعلن عن هجماتٍ طالت المرافق الطبية وتوقف عمل معظم المستشفيات بعد نفاذ الماء ووقود الكهرباء. 
  • تدمير 15 سيارة إسعاف ومقتل 10 مسعفين. 
  • «برنامج الغذاء العالمي» يقول إنّ مخزون الطعام في غزة يقترب من النفاذ 
  • مقتل ١١صحافياً وإصابة آخرين في غزة ولبنان. 
  • قصف ومنع شاحنات مساعداتٍ آتية من مصر من الدخول إلى غزة 
  • قصف قوافل النازحين وهي تحاول الخروج من مدينة غزة

انتهاك كامل لاتفاقية حقوق الطفل بكلّ بنودها وجريمة حرب بحقّ الأطفال وأهاليهم:

نصّت اتفاقية حقوق الطفل على حمايتهم وضمان حياتهم وصحتهم وسلامتهم وتعليمهم وحريّتهم من التعذيب والإساءة والعنف في جميع أنحاء العالم إلى أيّ عِرق أو دين أو جنسية أو جنسٍ انتموا إليه. يُعَدّ هذا الاتفاق ملزِمًا للدول التي اعترفت به (ومنها إسرائيل)، والّتي يجب أن توضع في مكانها قوانين وسياسات لضمان حق الأطفال في كلّ حقوقهم خاصةً خلال أوقات الحرب.

ونظرًا إلى مصادقة إسرائيل على الاتفاقية منذ عام 1991، فإنها ملزمة قانونًا وأمام المجتمع الدولي بتنفيذ بنودها كافّة، وعلى رأسها اتّخاذ جميع التدابير الممكنة عمليًّا لكي تضمن حماية ورعاية الأطفال المتأثرين بالنزاعات المسلّحة، والتي ينصّ عليها البند الرابع من المادة 38، وعدم تعريض أي طفل للتعذيب أو لغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، وعدم حرمان أي طفل من حريته بصورة قانونية أو تعسّفية، وفقًا للبندين (أ) و(ب) من المادة 37.

تقول أمٌّ فلسطينيةٌ من غزّة فقدت أطفالَها على يد الإسرائيليين إنّ أطفالها قُتلوا جائعين.

إنّ ما يجري في غزة عقابٌ جماعي تعتمد فيه إسرائيل سياسة التجويع وضرب البنى التحتية المدنية والصحية وحرمان الأهالي من الكهرباء وقطع إمدادات المياه الصالحة للشرب، في وقتٍ كان في الأصل أكثر من مليون نسمة من أهل غزة وأطفالها يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية.

وقد دفعت هذه الانتهاكات وفرض الحصار على أهل غزة ونسائها وأطفالها خلال الحرب الحالية بعضَ المنظمات الدولية إلى رفع الصوت عاليًا الان وعلى رأسهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي ذكّر إسرائيل بأنّ «العمليات يجب أن تجري بما يتّفق بشكلٍ صارمٍ مع القانون الإنساني الدولي». وشدّد غوتيريش على ضرورة ألّا تكون البنية التحتية المدنية هدفًا على الإطلاق»، متحدّثًا في هذا الصدد عن الانتهاكات الإسرائيلية منها ضرب المرافق الصحيّة والأبراج السكنية ومسجد واستهداف مدرسة تابعة لـ«لأونروا» تأوي عائلاتٍ نازحة من غزة. 

في الإطار، كان المفوّض السامي لحقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة فولكر تورك قد أكّد أنّ «فرض حصارٍ يعرّض حياة المدنيين للخطر من خلال حرمانهم من السلع الأساسية، محظور بموجب القانون الدولي الإنساني»

أمّا تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي النابية والمهينة بحقّ أهل غزة وأطفالها عبر اعتبارهم حيوانات على هيئة بشر، فقد وصفتها منظمة «هيومن رايتس ووتش» بالمقزّزة واعتبرتها تحريضًا على ارتكاب جرائم حرب. وشدّد مدير «مكتب شؤون إسرائيل وفلسطين» في المنظمة عمر شاكر على أنّ حرمان السكان في أراضٍ محتلّة من الغذاء والكهرباء يشكّل عقابًا جماعيًّا، مضيفًا أنّ «هذا النوع من الإجراءات يشكّل جريمة حرب مثله مثل استخدام التجويع سلاحًا، وعلى المحكمة الجنائية الدولية أخذ العلم بهذه الدعوة إلى ارتكاب جريمة حرب».

قواعد القانون الدولي الإنساني: 

  1. يمنح القانون الدولي الإنساني حمايةً خاصّةً للمدنيين كأشخاص محميّين خلال زمن الاحتلال حدّدتها لهم اتفاقية جنيف الرابعة والبروتوكول الإضافي الأول المتعلّق بالنزاعات المسلّحة الدولية.
  2. يحظر القانون الدولي الإنساني حظرًا مطلقًا تجويع السكّان المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب. وفي هذا الصدد يضع القانون الدولي الإنساني قائمةً غير حصرية تضمّ «الأعيان التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة» منها الموادّ الغذائية والمناطق الزراعية التي تنتجها والمحاصيل والماشية ومرافق مياه الشرب وشبكاتها وأشغال الريّ. ويغطّي التجويع المعنى الأوسع بالحرمان من بعض السلع الأساسية، أو التزوّد غير الكافي بها، كأشياء ضرورية للبقاء، من الأمثلة هنا سلعًا لا غنى عنها كالأدوية والبطانيّات إلخ.
  3. يحظر القانون الدولي الإنساني مهاجمة أو تدمير أو نقل أو تعطيل الأعيان التي لا غنى عنها.
  4. تحظر مجموعة كاملة من القواعد الهجمات التي تستهدف السدود والحواجز المائية ومحطات توليد الطاقة الكهربائية، إذا كان من شأن هذا الهجوم أن يتسبّب في انطلاق قوى خطرة تسبب خسائر فادحة بين السكان المدنيين. 
  5. حظر أو تقييد استعمال أسلحة معيّنة منها الغازات السامّة والأسلحة الحارقة والألغام والشراك، والذخائر العنقودية. 
  6. يستفيد الأطفال في الحرب من الحماية العامّة المنصوص عليها في القانون الدولي الإنساني. وينصّ القانون أيضًا على أحكام خاصّة تقرّ بحالة الاستضعاف والاحتياجات الخاصة للأطفال في النزاعات المسلّحة. 

انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي الإنساني في الحرب الحالية على غزة: 

  • سياسة التجويع عبر منع إمدادات المياه والغذاء والمساعدات، والتفلّت من كلّ القوانين من خلال اعتبار الفلسطينيين (بمن فيهم الأطفال) حيواناتٍ على هيئة بشرية. 
  • قصف المنشآت المدنيّة بشكلٍ مباشر، من سكنية وصحية وتعليمية ومراكز إيواء للّاجئين
  • قصف البنى التحتية والصحية المدنية 
  • قصف الشاحنات التي تحمل مساعدات ومنع دخولها  
  • استخدام سلاح محرّم دوليًّا، من بينها الفوسفور الأبيض والقنابل العقنوديّة المدمّرة
  • اعتماد سياسة الأرض المحروقة

 

 

المعايير المزدوجة:

يعيش أهل غزة منذ 16 عامًا في أكبر سجن مفتوح في العالم. حوالي 2.17 مليون نسمة مكدّسون ضمن مساحة تبلغ 365 كم مربّع، وتُعتبر إحدى أكثر الأراضي كثافة سكانية في العالم. وبحسب بيانات الأمم المتحدة معظم السكان يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية الفورية، خاصةً الأطفال بينهم، بعد أن شهدوا سبع حروبٍ متتالية.
خلال تلك السنوات شهد أهل غزة وأطفالها ظروفًا مأساويّةً للغاية بسبب الحصار الإسرائيلي الذي يسيطر على المعابر التجارية. تنسحب هذه المعاناة على القطاع الصحّي والطبّي من خلال نقص المعدات والكوادر الطبية وانتظار المرضى حصولهم على تصريحاتٍ إسرائيلية لإجراء عمليات جراحية في الخارج، وكذلك على المواد الغذائية والأمن الغذائي، وعلى القطاع التعليمي بسبب النقص الفادح في المنشآت التعليمية ومنع طلاب غزّة من السفر إلى الخارج للدراسة. ما رفع نسبة الذين يعانون من الصدمات النفسية. وبحسب بيانات الأمم المتحدة، هناك 229 ألف طفل يحتاج إلى أحد أشكال الرعاية والدعم النفسيّين. 

كلّ هذا الظلم والمعاناة على مدى عقود لم يحرّك المجتمعُ الدوليّ له ساكنًا لمساعدتهم.

إنها ازدواجية معايير واضحة وفادحة يتعرّض لها أطفال غزة.

 

نداء إلى العمل: 

في ظلّ الظروف المأساوية التي يعيشها أهلنا وأطفالنا في غزة، تدعو «الشبكة العربية للطفولة المبكّرة» و الشبكة الفلسطينية لتنمية الطفولة المبكرة شركائها والجهات المانحة وصانعي القرار والمنظمات والوكالات والحكومات إلى: 

  • الضغط الفوري لوقف الحرب على قطاع غزة. 
  • تحويل جريمة الحرب التي يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي إلى محكمة العدل الدولية
  • الضغط من أجل تأمين ممرّات إنسانيّة لوصول المساعدات العاجلة. 
  • إرسال معونات إنسانية مختصّة عاجلة للاستجابة للحاجات الإنسانية للأطفال والعائلات اللاجئة والعالقة في القطاع، والضغط باتّجاه عدم منع تلك المساعدات من الدخول إلى قطاع غزة. 
  • إرسال المعدّات الطبية والأدوية الأساسية المطلوبة، بالإضافة إلى الكوادر الطبية. 
  • تقديم الدعم لإنشاء ملاجئ آمنة للأسر والأطفال، في ظلّ الحصار واستمرار القصف الذي سيحمل تبعاتٍ وخيمة على العائلات والأسر والأطفال هناك.
  • محاسبة اسرائيل على قصف قوافل شاحنات اللاجئين والمساعدات 
  • إنصاف أطفال غزة وأهاليها حقّهم عبر الابتعاد عن المعايير المزدوجة في مقاربة الحرب عليهم. 

في كلّ ساعة إضافية تمرّ على الحرب المدمِّرة على قطاع غزة تدمَّر مبانٍ وبيوت على ساكنيها ويقتل المزيد من الأطفال وعائلات بأكملها، أو يهجّرون إلى العراء ويعانون من أجل الوصول إلى الأكل والماء والدواء والمأوى الآمن.

 آن الأوان كي نوفّر لأطفال العالم الآن حقهم في كل حقوقهم بدءًا من غزة.