نتواصل لأجل أطفال سعداء
We Communicate For Happy Children

إبادة أطفال غزّة في عامها الثاني: عشر لقطاتٍ هزّت العالم

إعداد: قسم الإعلام والتواصل في «الشبكة العربيّة للطفولة المبكّرة»

Previous Next

على مدار عامٍ كامل، تابعنا في «الشبكة العربيّة للطفولة المبكّرة» الإبادة الإسرائيليّة في قطاع غزّة، أي بحقّ سكّانه من أطفال وعائلات، ووثّقنا آثارها. كتبنا حول انتهاك إسرائيل لاتّفاقيّة حقوق الطفل ببنودها كافّة، والقانون الإنساني الدولي واتّفاقيّات جنيف. وثّقنا آلاف الطرق لموت أطفال غزّة وعائلاتهم. تحدّثنا عن تجويع الأطفال والأسر عمدًا ومنع المساعدات. سلّطنا الضوء على حجم التدمير الممنهج للقطاع التربويّ والقطاع الطبّي والكوادر الطبيّة التي تتطلّب إعادةُ تأهيلها سنوات. تابعنا التهجير القسريّ وحشر مئات آلاف العائلات والأطفال في بقع لا تتّسع للعشرات منهم. رصدنا بما استطعنا معاناة سكّان الجنوب الذين حشرتهم إسرائيل في أماكن «محميّة» راحت تتقلّص يومًا بعد يوم، ويتعرّض سكّانها للاستهداف المباشر. وثّقنا الأمراض وعلى رأسها شلل الأطفال الذي ظهر في القطاع بعد 25 عامًا على اختفائه. وبعد قطع شوطٍ لا بأس به في جنوب القطاع ضمن حملات التلقيح، انطلقت في 1 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 الجولة الثالثة لحملة تطعيم الأطفال في مدينة غزّة باستثناء شمال القطاع، لأنّ إسرائيل قرّرت حرمان الأطفال من استكمال التلقيح ضمن «خطّة الجنرالات»، أو «خطّة الأبطال» وفق تسمية الإعلام الإسرائيلي. من دون الإعلان الرسميّ عن اعتماد الخطّة، تطبّق إسرائيل جريمةَ حربٍ موصوفة هدفُها التهجير القسريّ وفرض حصار كامل ومنع دخول المساعدات بهدف التجويع ثمّ تحويل الشمال إلى منطقة عسكريّة مغلقة لفرض السيطرة وتقطيع أوصاله عن الجنوب. ولتطبيق ذلك تعمد إلى التجزير والقتل والتنكيل بسكّان شمال القطاع وعائلاته وأطفاله وتجويعهم ومنع وصول المساعدات. وسبق لإسرائيل أن هدّدت سكّان الشمال في تشرين الأوّل/ أكتوبر من العام الماضي بالتحرّك نحو الجنوب وإلا اعتَبرت أنّ من يبقى في مكانه «قد يتمّ تحديد هويّته على أنه شريك في تنظيم إرهابي». والجدير بالذكر أنّ الاحتلال ألقى قنبلة على عيادة طبّية تشهد حملة تطعيم شمال مدينة غزّة ما أدّى إلى إصابة ثلاثة أطفال.

         إلى ذلك، كان للشقّ النفسيّ والصدمات التي يقاسيها الأطفال ومقدّمو الرعاية لهم حيّزًا في مساهمتنا المتواضعة. ونظرنا أيضًا بعينَي النوع الاجتماعي، فكانت للأمّهات والحوامل والمرضعات والنساء والفتيات ومقدّمات الرعاية مساحةً من دراساتنا، لا انتقاصًا من معاناة الرجال والمجتمع الغزّيّ عمومًا، ولا للقول إنّ كفّةَ الإبادة تميل إلى نوع اجتماعيّ على حساب آخر، بل للإضاءة على آلام شريحةٍ تكون في الحروب عمومًا ضعيفةً ومضمَرةً وغير بارزة. وبأضعف الإيمان، منذ اليوم الأوّل، ناشدنا وأعلينا الصوت وأكثرنا النداءات لإيقاف المجزرة بحقّ الأطفال والعائلات. وعلى الرغم من الألم، للأمل حيّزٌ دائمٌ في مقاربتنا، فقلنا إنّ الصمودَ رغم الإبادة قدَر. ومن قلب الأردن، بالتّعاون مع «الشبكة الفلسطينية للطفولة المبكّرة» و«المجلس الوطني لشؤون الأسرة» و«شبكة جذور للإنماء الصحّي والاجتماعي»، وجّهنا التحيّة لأطفال فلسطين وغزّة وصمودهم على الرغم من المآسي.  

     ولأنّ الصورة تساوي ألف كلمة، كما يقول فريد برنارد، رجل الأعمال الأميركيّ الذي كان يعمل في حقل الإعلانات، ارتأينا تلخيصَ عامٍ كاملٍ من الإبادة على شكل «عشر لقطاتٍ هزّت العالم»، في استعارةٍ من الكتاب التأريخيّ الهامّ «عشرة أيّام هزّت العالم» للكاتب جون ريد. الفارق بين برنارد وغزّة أنّ هذه اللّقطات ليست لغرض الإعلان، وبين ريد وغزّة أنّ الأحداث دخلت عامَها الثاني وليست محصورةً في أيّامٍ عشرة، وأنّ اللّقطات ليست تأريخًا لأحداثٍ شارف وقوعُها على ما يربو قرنًا من الزمن، بل هي إبادة بحقّ أطفال غزّة وعائلاتها تقع وتحصل وتوثّق على الشاشات مباشرةً. وعلينا دائمًا التذكّر أنّ ما نراه شنيع، لكن ما خفي أعظم.  

إعداد: قسم الإعلام والتواصل في «الشبكة العربيّة للطفولة المبكّرة»