لا شك أن الحياة المعاصرة تتجه نحو التركيز على الإنسان صاحب المهارات، حيث أصبحت المهارة من أغلى السلع في العصر الحالي. ولأن بناء المهارات وتنميتها يشكلان دورًا رئيسيًا لكل من الأسرة والمدرسة، فإنهما يتحملان مسؤولية تمهيد الطريق للطفل لاكتساب هذه المهارات.
يُعد ضعف التحكم في اللغة المكتوبة والمنطوقة لدى الطفل في المرحلة العمرية الممتدة بين أربع وست سنوات أحد الأسباب الرئيسية لضعف التعبير باللغة العربية. لذلك، ينبغي تعليم الطفل اللغة الوظيفية (العربية) بشكل منهجي من خلال وضعيات تعليمية بسيطة. هذه الوضعيات تتيح للطفل اكتساب حصيلة لغوية غنية تشمل المفردات والتراكيب المناسبة لعمره وبيئته الاجتماعية، مما يمكنه من تفعيل المكتسبات التي حصل عليها من خلال عملية التعلم.
فاللغة، باعتبارها مجموعة أنساق، تعبر عن الفكر وتشكل وسيلة التواصل بين المرسل والمستقبل. لذا، يتوجب على الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة أن يُهيأ لاكتساب المهارات اللغوية بشكل متكامل، سواء في القراءة والكتابة أو في التعبير.