ما تحتاجون إلى معرفته

بقلم ستوارت شانكر

التنظيم الذاتي: السنوات الأولى

التنظيم الذاتي لدى الأطفال ما قبل المدرسة

السنوات المبكرة هي وقت النمو والتطور الاستثنائي. خلال هذه السنوات الحرجة، يجري توصيل قدرة الأطفال على التنظيم الذاتي، أي كيفية إدارتهم لاستخدام الطاقة استجابةً للضغوطات ومن ثم التعافي من الجهد المبذول. يتم تحديد المسارات مبكرًا، وبمجرد تحديدها، قد يكون من الصعب تغييرها لاحقًا في الحياة.

على أي شخص معني بالنمو الصحي للطفلة الصغيرة أن يولي اهتمامًا وثيقًا بالتنظيم الذاتي لها، ومساعدتها على الشعور بالأمان والسلامة، وتهدئتها عندما تشعر بالفزع.

لسوء الحظ، هناك تفسيرات عديدة لمصطلح “التنظيم الذاتي” في أدبيات علم النفس. وعلى وجه الخصوص، كثيرًا ما يتم الخلط بين “التنظيم الذاتي” والضبط الذاتي. الضبط الذاتي ليس التنظيم الذاتي. يمكن لتقنيات وبرامج تعديل السلوك المصممة لغرس ضبط النفس لدى الأطفال الصغار أن تحقق نجاحًا على المدى القصير. لكن هذه المقاربة قد تؤدي أيضًا إلى مشكلات إضافية طويلة المدى في المزاج والانتباه والسلوك.

وبالمثل، فإن برامج التعلم العاطفي الاجتماعي في النظام التعليمي المصممة لتعليم تنظيم العواطف لم تُظهر بعد نتائج قوية على المدى الطويل، مع أنها واعدة. لكن هناك علاقة وثيقة بين التعلم الاجتماعي والعاطفي والتنظيم الذاتي. إن مساعدة الأطفال على تطوير التنظيم الذاتي الفعال في السنوات الأولى تضع الدعامة الأساسية للتعلم الاجتماعي والعاطفي الناجح طوال حياتهم.

يشير التنظيم الذاتي في جوهره إلى الطريقة التي يتعافى بها الطفل من استهلاك الطاقة اللازمة للتعامل مع الضغوطات (العوامل المسببة للتوتر). يمكن أن يؤثر التوتر المطول والمفرط (فرط حمل التعديل النفسي) بشكل كبير على الوظائف “العليا” مثل اللغة والإدراك الاجتماعي والوظائف التنفيذية، وبالتأكيد التحكم في النفس.

الطفل الذي يعاني من نقص أو فرط في الإثارة بشكل مزمن نتيجة للتوتر المفرط يتجه بسرعة أكبر إلى القتال أو الهروب أو يتجمد.

إدراك التوتر والعوامل المسببة له (الضغوطات)

تأتي الضغوطات من من خمسة مجالات مترابطة: البيولوجية والعاطفية والذهنية والاجتماعية والمؤيدة للمجتمع. ويؤدي التوتر المتزايد في أي من هذه المجالات أو في العديد منها (إن لم يكن كلها)، كما هو الحال عمومًا، إلى عواقب سلبية. يعد تحديد الضغوطات والحد منها الخطوة الأولى نحو تخفيف مستويات التوتر لدى الطفلة وإعادتها إلى حالة الهدوء والتركيز، وفي النهاية تحسين قدرتها على التنظيم الذاتي.

يمكن أن تختلف الضغوطات بشكل كبير. ما يشكل ضغطًا على طفلٍ ما قد لا يكون كذلك على طفل أخرى. وحتى بالنسبة لنفس الطفل، فإن ما قد يكون مصدر ضغط في لحظة ما قد لا يكون كذلك في لحظة أخرى عندما يكون الطفل في حالة جسدية أو عاطفية مختلفة. بعض الضغوطات الشائعة للأطفال في السنوات الأولى هي:

لقد أثبتت الدراسات السريرية أنه من الممكن بالفعل تعزيز التنظيم الذاتي لدى الأطفال، وأن القيام بذلك يؤدي إلى تحسينات ذات معنى في أي من المجالات الخمسة المذكورة أعلاه أو في جميعها.

خمس خطوات للتنظيم الذاتي

لا يوجد شيء اسمه “حل سريع” أو حل واحد لمساعدة الأطفال الصغار على التنظيم الذاتي. وبدلاً من التفكير في التنظيم الذاتي باعتباره برنامجاً عالمياً، يتعين علينا أن نعيد صياغة التنظيم الذاتي باعتباره مسارا تعليميا. يحتوي برنامج “التنظيم الذاتي” لشانكر (®Shanker Self-Reg) على خمس خطوات حاسمة يمكن للأهل ومقدمي الرعاية الآخرين اتخاذها لفهم مشاكل التنظيم الذاتي لدى الأطفال ومعالجتها، سواء كانت مشكلة مزمنة أو شيئًا يحدث “في الوقت الحالي”.

  1. قراءة علامات التوتر وإعادة صياغة السلوك
  2. التعرف على الضغوطات
  3. تقليل التوتر
  4. التأمل: تعزيز إدراك التوتر
  5. استعادة الطاقة.

لقد أثبتت هذه الخطوات نجاحها الكبير في مساعدة الأهل والمعلمين على تنشئة أطفال أكثر سعادة وصحة. يمكن أيضًا تطبيق الخطوات الخمس للتنظيم الذاتي على مجموعات من الأطفال، أو في الواقع، على مقدمي الرعاية أنفسهم، وسوف تختلف في التنفيذ عبر المراكز والفصول الدراسية والمجتمعات المحلية والأسر. ومع النوع المناسب من الدعم، يمكن أن تحدث النتائج بسرعة.

للمزيد من المعلومات، اتصلوا بمركز مهرِت عبر البريد الإلكتروني التالي:

info@self-reg.ca

أو يمكن زيارة الموقع:

www.self-reg.ca