مقدمة عن الاجهاد 

تُعرّف عوامل الإجهاد (أو الضغوطات) على أنها تهديدات محتملة للفرد. تعد الاستجابة للضغط أمرًا مهمًا بشكل أساسي بالنسبة لنا حتى نتمكن من التكيف مع الضغوطات. تعتمد كيفية تحديد ما إذا كان شيءٌ ضاغطا على إدراكنا للمحفزات. يمكن أن تكون هذه مزيجًا من خبرات سابقة بالإضافة إلى عوامل مكتسبة وغير مكتسبة. على سبيل المثال، قد يكون وجود كلب مرهقًا جدًا لشخص ما وغير مرهق على الإطلاق لشخص آخر.

إن تنشيط الاستجابة للتوتّر هو أمر هرمي ويشمل قشرة الدماغ والجهاز الحوفي وجذع الدماغ. يُنشّط التوتر نظامين في الجسم في وقت واحد: 1) الجهاز العصبي الودي المعروف أيضًا باسم استجابة “القتال أو الهروب” التي يستخدمها الجسم لاستجابات الطوارئ القصيرة، و2) نظام الغدد الطائية والنخامية والكظرية (المعروف باسم المحور). يصبح هذا المحور الاستجابةَ الغالبة لأشكال التوتر الطويلة.

النظام نظير الوديالنظام الودي
يضيق حدقة العينيحفز إنتاج اللعاب والدموعيضيق القصبات الهوائيةيبطئ معدل ضربات القلب
يحفز المعدة والبنكرياس والأمعاءيحفز التبوليعزز انتصاب الأعضاء التناسلية
يوسّع حدقة العينيمنع إنتاج اللعاب يوسع القصبات الهوائيةيزيد من معدل ضربات القلبيحفّز إطلاق الغلوكوزيعيق المعدة والبنكرياس والأمعاءيمنع التبوليعزز القذف والتقلصات المهبلية

تساعد مخرجات هاتين الاستجابتين للتوتّر على التأكد من تركيز الموارد المناسبة للمساعدة في التكيف مع التوتر. لكن هذه الاستجابات تتعدى على الأنظمة البيولوجية الأخرى مثل الهضم والتكاثر وحتى النمو، وتتعدّى بشكل تكيفي على نظام الألم (حس الألم). الاستجابات للتوتر لفترات طويلة لها آثار ضارة على الوظائف الإدراكية والنفسية والبيولوجية.

يعد “الجهاز العصبي الودي” مع مقابلِه “الجهاز العصبي نظير الودي” جزءًا من الجهاز العصبي الذاتي/المستقل، وهو جزء من الجهاز العصبي يعمل بشكل لا إرادي وينظم وظائف الجسم مثل التنفس ومعدل ضربات القلب والهضم والإثارة.

المواقف والتجارب العاطفية تثير هذا الجهاز لدينا. يُثير كل موقف أو تجربة أو حالة بيئية مزيجًا خاصًا بها من الإثارة الودية ونظيرة الودية. الصورة أعلاه توضح دور كل من القسم الودي ونظير الودي للجهاز العصبي المستقل في وظائف الجسم. عندما نشعر بالتوتر ويتم تنشيط الجهاز العصبي الودي لدينا، يتم إطلاق الأدرينالين (الإبينفرين) الذي يهيئ الجسم للعمل (للقتال أو الهروب).

إنّ استجابة “نظام الغدد الطائية والنخامية والكظرية” عبارةٌ عن سلسلة من أحداث بيولوجية تحدث وتؤدّي إلى إطلاق هرمونات التوتر لدينا المعروفة باسم الغلولكورتيكويْدات. يُعْرف الغلوكورتيكويْد الأوّلي الذي يتم إطلاقه باسم الكورتيزول. الخطوة الأولى في هذه الاستجابة هي إطلاق الهرمون الذي يفرز الكورتيكوتروبين من منطقة ما تحت المهاد (الهيبوثَلاموس). ويَنتج عن ذلك إطلاق هرمون قشر الكظر من الغدة النخامية. أخيرًا، يؤدي إطلاق هذا الهرمون إلى فرز كورتيزول، وهو غلوكورتيكود، من الغدة الكظرية. بمجرد إطلاق الكورتيزول وتدويره في الدم في حالات التوتّر المؤقت، فإنه يؤدي إلى إيقاف الهرمون الذي يفرز الكورتيكوتروبين من منطقة ما تحت المهاد و هرمون قشر الكظر من الغدة النخامية. يُعرف هذا بالردود السلبية.

يوجد أدناه رسم تخطيطي يصور سلسلة من الأحداث بما في ذلك نظام ردود الفعل السلبية لمحور “نظام الغدة الطائية والنخامية والكظرية” التي تحدث عندما نشعر بالتوتر.

هيبوثلاموس / ما تحت المهادالدماغ
الردود السلبيةالهرمون الذي يفرز الكورتيكوتروبينالغدة النخامية
هرمون قشرة الكظر
غلوكوكورتيكويد (أي كورتيزول)الغدة الكظريةالجسم
© إيميس أكبري
الكلية