مقدمة :
تطوير الكفاءة الاجتماعية
الأطفال الصغار هم كائنات اجتماعية منذ البداية، وهم مستعدون في الأساس، للتفاعل مع الآخرين عند الالتقاء بهم. وهم يتعلمون دائماً من هذه اللقاءات.
حتى المواليد الجدد يتوجهون نحو الوجوه والعيون والأصوات البشرية، وهم يتفاعلون مع الناس، ويعطون إشارات عن حاجاتهم، ويستدعون استجابات راعية.
في حين قد لا يتمتع المواليد بمهارات البقاء التي تتمتع بها الأجناس الأخرى، فإن الأطفال الصغار يتمتعون بتشكيلة واسعة من القدرات، كالانتباه الشديد للآخرين والتفاعل معهم. ومع أن الحواس الخمس لا تكون متطورة بشكل كامل، إلا أنها موجودة عند المولود الجديد، فهو يستطيع أن يسمع ويرى ويلمس ويشم ويتذوق. المولود الجديد يبكي عندما يكون غير مرتاح، وهو يشير بذلك بشكل واضح إلى حاجاته. وسريعاً ما تبدأ العينان بترصد حركات الآخرين، ويتعلم التعرف إلى الأصوات والوجوه والروائح، وتصبح مناطق مختلفة من الدماغ متخصصة في التعرف على العالم الاجتماعي والانخراط به.
مولودون لكي يتواصلو:
إنها الرقصة الفعالة والقوية بين الرضيع ومقدم الرعاية التي تدفع بالطفل نحو العلاقات وتحفز تطور الدماغ.
كما تمت مناقشته في وحدة تطور الدماغ، في وقت مبكر من الحياة، تصبح مناطق مختلفة من الدماغ متخصصة في التعرف على العالم الاجتماعي والمشاركة فيه. يدخل الأطفال حديثو الولادة إلى عالم اجتماعي معقد لكنهم جاهزون؛ يتعلمون بسرعة كيفية التعامل مع الناس واستخدامهم للتعرف على عالمهم. بعد حوالي عام ونصف، أصبح الأطفال أكثر استقلالية. يمكنهم التحرك بمفردهم ويبدأون في استخدام اللغة. كما يعلم الآباء ومقدمو الرعاية، فإن الأطفال في هذا العمر غالبًا ما يحددون أهدافهم الخاصة ويكونون حازمين جدًا في الرغبة في الاستمرار في تحقيق تلك الأهداف. غالبًا ما يؤكدون استقلالهم بكلمات "لا" أو "أفعل" أو "لي". ويعلنون استقلالهم.
قوة اللعب
ما هي صلة اللعب بالتكيف والكفاءة؟ أليس من المنطقي التركيز على تعليم الأطفال المهارات منذ الصغر؟ في الواقع، الأطفال الصغار لا يتعلمون بشكل أفضل من خلال اللعب فحسب، بل أيضا هم يجدون طرقًا للتعامل مع المخاوف والغضب والمشاعر القوية الأخرى. بين سن السنة والسادسة، يشكّل اللعب الطريقة الرئيسية التي يتفاعل بها الأطفال مع العالم. اللعب هو ببساطة ما يفعله الأطفال، كيف يتعلمون عن العالم من حولهم، كيف يحلون المشكلات ويطورون مهاراتهم ويخلقون عوالم خيالية ويكوّنون صداقات ويكتشفون جميع أنواع الأشياء الجديدة والمثيرة للاهتمام. إن اللعب ممتع ومُرضي وضروري للأطفال. إذا لم يكن لدى الأطفال ما يكفي من الوقت والمساحة والفرصة للعب، فلن يتمكنوا من النمو على النحو الأمثل.
فيديو لعب الأطفال
أساس الصحة النفسية
إن التكيف والكفاءة هما أساس الصحة النفسية لدى كل من الأطفال والبالغين. تعد مشاكل الصحة النفسية لدى الأطفال مصدر قلق متزايد ويمكن أن تشمل الجوانب الاجتماعية والعاطفية والسلوكية:
- المشاكل السلوكية (خارجيا) تشمل العدوان وفرط النشاط واضطراب التحدي الاعتراضي.
- المشاكل العاطفية (داخليا) تشمل القلق والمخاوف والرهاب لدى الأطفال الأصغر سنا، والاكتئاب والقلق لدى الأطفال في سن المدرسة.
غالبًا ما تبدأ مسارات الصحة النفسية السيئة في وقت مبكر من الحياة عندما يتم إنشاء الدوائر العصبية وأنماط التفاعلات. يتفق الباحثون على أن جودة العلاقات المبكرة هي المفتاح لتوسط قدرات الأطفال الصغار الناشئة على التكيف.
إراحة الطفل الصغير:
هذه الطفلة، عمرها حوالي ستة شهور، وقد أحضرتها أمها للفحص الدوري في عيادة الطبيب المحلي. شاهدوا الفيديو بانتباه، وسجلوا ملاحظات، إذا لزم الأمر، عن العلاقات الدينامية المتميزة بالقوة والنشاط بين الأم والطفل، وسجلوا ملاحظاتكم على المشهد، ثم أجيبوا عن الأسئلة.
يجسد هذا المشهد مثالاً رائعاً على الرعاية المتجاوبة:
التناغم والتعلق:
علاقات التعلق:
ما رأيكم في تعدد مقدمي الرعاية؟
مع أن التعلق بالشخص الذي يقدم الرعاية جانب أساسي (مهم للغاية على الأقل) فالكثير من الأطفال يكبرون وهم محاطون بالعديد من الناس الذين يهتمون بهم، كأفراد العائلة الممتدة بشكل عام، أو أشخاص من دوائر محيطة أخرى.